ماستر الجغرافيا الإقتصادية والسياسية لإفريقيا


2025-03-21

الندوة الفكرية الثانية : تنزيل المبادرة الأطلسية وتحولات المشهد الإقليمي



الكلمة الافتتاحية للندوة

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
والصلاة والسلام على سيد المرسلين والتابعين أجمعين


كلمة اللجنة التنظيمية

أيها الحضور الكريم

يسعدنا ويسرنا باسم اللجنة التنسيقية والتنظيمية أن تتقدم بجزيل الشكر والعرفان والاحترام إلى السيدة عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالنيابة، على مساعدتها وتعاونها لتنظيم أشغال هذه الندوة الفكرية في رحاب هذه الكلية العتيدة والشكر موصول كذلك إلى كافة السيدات والسادة الأساتذة الأفاضل على مساهمتهم بمداخلات قيمة في أشغال هذه الندوة العلمية التي يتصادف انعقادها يوم الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك الذي جاد الله علينا من جوده وكرمه بنعمة المطر فعمت ولله الحمد الفرحة والسرور قلوب ملايين المغاربة بعد هطول أمطار الخير والبركات بعد موجات الجفاف القاسية التي شهدتها المملكة والتي دامت ستة سنوات متتالية.

أيتها السيدات أيها السادة الكرام، الحضور الكريم

لا بد في هذه المناسبة من تقديم الشكر إلى اللجنة التنسيقية التي سهرت على تنظيم هذه الندوة الفكرية ونخص بالذكر فضيلة الدكتور موسى المالكي منسق ماستر الجغرافيا الاقتصادية والسياسية لإفريقا ورئيس المنتدى الإفريقي للتنمية والأبحاث الجغرافية والاستراتيجية و فضيلة الدكتور الحسن عبيابة رئيس مركز ابن بطوطة للدراسات العلمية والاستراتيجية الذي تحمل نفقة تمويل الإفطار الجماعي لفائدة الأساتذة والطلبة وكافة الضيوف الكرام الحاضرين وفضيلة الدكتور محمد الكيحل رئيس مركز إشعاع على تعاونهم وتكاثف جهودهم لتنظيم هذه الأمسية العلمية الرمضانية المباركة.

أيها السيدات والسادة الأساتذة الأفاضل الكرام

لاشك أن اختيار موضوع: "تنزيل المبادرة الأطلسية في ظل تحولات المشهد الإقليمي". تمليه عديد من الاعتبارات العلمية وتفرضه جملة من المعطيات الإقليمية والتحولات الدولية المتسارعة وتزداد هذه الأهمية أكثر حين يتعلق الأمر بتناول موضوع مبادرة أطلسية منبثقة من حكمة وتبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وبعد نظر جلالته الذي بادر إلى إطلاق مبادرة سامية وكريمة لفائدة شعوب القارة الافريقية لإتاحتها فرصة تاريخية لاستغلال الفرص التنموية والاستثمارية التي ستصاحب تنفيذ وإنجاز جملة من المشاريع التنموية، ستعود فوائدها الاقتصادية على تنمية وازدهار القارة واستقرار خاصة البلدان الأطلسية ومنطقة الساحل المحاذية.

أيها الحضور الكريم الطلبة الباحثين الأعزاء

إنها لمناسبة سعيدة وفرصة سانحة لتقديم لمحة عن الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله في ما يتعلق بالتنمية بإفريقيا، وجعل الأقاليم الجنوبية بما وصلت إليه اليوم من تنمية مضطردة شملت مختلف المجالات والميادين الحيوية حلقة الوصل ونقطة ارتكاز أساسية لانطلاق العديد من المشاريع التنموية ذات الامتدادات الجهوية والقارية ونقطة إشعاع حضاري وثقافي وعلمي وتعاون مثمر بين المملكة والبلدان الإفريقية الشقيقة لاستكشاف مزيد من فرص التنمية الواعدة بالمنطقة.

أيتها السيدات والسادة المحترمين، الحضور الكريم

مما لا شك فيه أن ربط دول المنطقة بالساحل الأطلسي سيساهم في بلورة وتنفيذ عدد من المشاريع الكبرى التي أجهضت بالمنطقة لعدم الجدوى الاقتصادية بالنظر لارتفاع تكلفتها المالية الباهظة، أو ارتباطا بعوائق جغرافية قاهرة تحول دون استغلال ثرواتها الطبيعية الهائلة لانعدام طرق الربط مع الموانئ الأطلسية. ولذلك، سيسمح هذا الربط الذي تتيحه المبادرة الأطلسية من بناء تكتل اقتصادي وسياسي واعد يجمع بين المملكة والبلدان الأطلسية والساحلية، ما يعطي دينامية اقتصادية لهذه للمنطقة التي ظلت تعاني من هشاشة اقتصادية واجتماعية نتيجة للآثار السلبية الناجمة عن مخلفات الحقبة الاستعمارية. فضلا عن غياب وجود استقرار في أنظمة الحكم السياسية بالمنطقة. ناهيك عن تزايد التهديدات والمخاطر الأمنية بالمنطقة فالتقارير الدولية الصادرة عن الأجهزة الأمنية تؤكد على التواجد المكثف والمستمر للحركات الإرهابية والجهادية والانفصالية بالمنطقة إلى حد أصبحت فيه المخاطر الأمنية تهدد دول الجوار الجغرافي، بما في ذلك المملكة المغربية في محاولة بائسة منها لتهديد الأمن القومي المغربي وضرب الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي تنعم به المملكة في ظل الحكم والقيادة الرشيدة الصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

أرحب بكم من جديد أيها الحضور الكرام

وأمسية علمية رمضانية ماتعة، نتمنى أن تعرف نقاشا علميا وأكاديميا رفيع المستوى يتسم بالعلمية والموضوعية في بسط المعطيات وطرح الأسئلة حول مختلف جوانب موضوع الندوة التي تتضمن عشرة مداخلات علمية قيمة كل واحدة منها تحاول تقديم معطيات حول الفرص والإمكانيات التنموية التي تمنحها المبادرة الأطلسية لفائدة شعوب المنطقة، لتحقيق مزيد من التعاون الاقتصادي والتضامن الإنساني بين المملكة والبلدان الافريقية الشقيقة في أفق تحقيق تكتل سياسي واندماج اقتصادي اقليمي يشكل قوة اقتصادية وسياسية لبدان المنطقة ويجعلها في قلب المعادلات الجيو اقتصادية والجيوسياسية قيد التشكل بالمنطقة.

تحاول هذه المداخلات، قدر الإمكان، في طرح الأسئلة وإثارة الانتباه إلى مجموعة من التحديات التي قد تعترض التنزيل الأمثل للمبادرة، وفي مقدمتها الصعوبات المرتبطة بالآليات القانونية والمؤسساتية والمالية المتعلقة بتفعيلها على أرض الواقع خاصة في ظل ضعف التشبيك بين مختلف القوى المؤسساتية الرسمية والفعاليات السياسية والحزبية والمدنية وكذا المؤسسات والجامعية ومراكز الدراسات والأبحاث العلمية بالمغرب ونظرائها بالفضاء الأفريقي الأطلسي والساحلي .

ينضاف إلى ذلك، صعوبة استشراف التحالفات التي تنسجها بلدان المنطقة في ظل التجاذب الجيوسياسي الذي تشهده المنطقة والتنافس الشرس بين القوى الدولية المؤثرة لفرض رؤاها وتوجهاتها الاستراتيجية المتضاربة على دول المنطقة لضمان حماية مصالحها الحيوية وتوسيع مناطق نفوذها، وكلها عوامل تطرح صعوبات وتحديات آنية ومستقبلية قد تحول دون التنفيذ الأمثل للمبادرة الأطلسية وتحقيق الأهداف الطموحة النبيلة المتوخاة من وراء هذه المبادرة الاستباقية و الاستشرافية.

في الأخير، نتمنى بأن تكلل أشغال هذه الندوة العلمية بالنجاح، ونلتمس من السادة الأساتذة الأفاضل والباحثين المشاركين موافاتنا بملخصات مداخلتهم في شكل أوراق بحثية تعتزم اللجنة التنسيقية لهذه الندوة جمع أعمالها العلمية في مؤلف جماعي قد تنضاف إليه مقالات علمية اخرى وطبعها تعميما للفائدة وتقاسم المعلومة بين أكثر عدد من الطلبة الباحثين في الأوساط الجامعية والمهتمين بالموضوع للمساهمة، قدر الإمكان في تكوين جيل جديد من الباحثين الشباب والنخب الإفريقية وتحفيزهم للاهتمام بإنجاز دراسات علمية وأبحاث جامعية تهتم بالبحث في الإشكاليات والقضايا الراهنة المطروحة بالمحيط الإقليمي والدولي واستشراف آفاقها المستقبلية.

وفقنا الله لما فيه خير البلاد والعباد والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.






مشاركة على :


FB FB

(2025)© منتدى الجغرافيا الإقتصادية والسياسية لإفريقيا. جميع الحقوق محفوظة.