ماستر الجغرافيا الإقتصادية والسياسية لإفريقيا


التقديم الخاص بماستر الجغرافيا الاقتصادية والسياسية لإفريقيا:



            عنوان المسلك

باللغة العربية   :

 الجغرافيا الاقتصادية والسياسية لإفريقيا

باللغة الفرنسية  :

Géographie économique et politique de l'Afrique

باللغة الإنجليزية :

The Economic and Political Geography of Africa:

الجامعة:

جامعة محمد الخامس بالرباط

المؤسسة:

كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط

المنسق البيداغوجي:

ذ. موسى المالكي، أستاذ الجغرافيا الاقتصادية والسياسية، باحث في القضايا الجيواستراتيجية

m.elmalki@um5r.ac.ma

المفاهيم المهيكلة

الجغرافيا الاقتصادية، الجغرافيا السياسية، الجيواستراتيجيا، الجيوبوليتيك، إفريقيا، قضايا السيادة الطاقية والغذائية والصناعية، تدبير الموارد، إدارة المخاطر، تدبير الأزمات، استكشاف الفرص، القوة الناعمة، الاقتصاد البحري، التخطيط الاستراتيجي، التنبؤ والاستشراف، الذكاء الاصطناعي .........

التخصصات المطلوبة

شهادة الإجازة في الجغرافيا – الاقتصاد - التاريخ - علم الاجتماع - العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية - علوم التربية، علوم الإعلام.




1) السياق العام الدولي، القاري، الإقليمي والوطني لتصور الماستر:

أعادت المتغيرات الجيواستراتيجية الدولية منذ مطلع الألفية الثالثة، بقوة تخصص الجغرافيا الاقتصادية والسياسية إلى الواجهة، خاصة ما يتعلق بالصراع والتنافس بين القوى الكبرى والإقليمية حول الموارد وطرق تدبيرها وتثمينها واستدامتها من أجل تحويلها إلى فرص ومرتكزات للتنمية الاقتصادية. وفي المقابل، فعالم اليوم مطبوع بالأحداث الفجائية وتتسابق البلدان من أجل تدبير وإدارة المخاطر والأزمات المتعددة الأبعاد سواء منها البيئية أو الوبائية أو الكوارث الطبيعية أو الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

ونتج عن هذه الاتجاهات الجديدة، ظهور طلب قوي وواسع حول خبراء وباحثين في ميادين الجغرافيا الاقتصادية والسياسية والاقتصادية والدراسات الجيواستراتيجية وتدبير الموارد والتنقيب عن الفرص واستغلالها وتدبير المخاطر وإدارة الأزمات والتخطيط الاستراتيجي. هذا الطلب يمس مباشرة الدول وأجهزتها الحكومية، وكذا المنظمات الدولية الرسمية منها وغير الحكومية، وأيضا لدى الشركات الكبرى العابرة للحدود، بالإضافة إلى وسائل الإعلام السمعي البصري والإلكترونين ومنظمات المجتمع المدني، وصناع الرأي العالمي والوطني، ومختلف الفاعلين الترابيين اقتصاديين واجتماعيين وسياسيين.

إن القارة الإفريقية بدورها، دفعتها الديناميات الجديدة لإعادة تشكيل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، لتشغل مكانة مركزية وتمثل ثقلا معتبرا في قلب اهتمامات القوى العسكرية والاقتصادية الكبرى بل والإقليمية أيضا، مما يجعلها واحدة من ساحات التنافس والصراع الدولي حول الموارد والمعادن والمواقع الجغرافية الإستراتيجية وممرات التجارة الدولية البرية منها والبحرية، في ظل الاستقطاب الحاد بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين الذي قاد إلى حروب تجارية واقتصادية ودبلوماسية واصطفافات إقليمية، وقاد هذا التوتر إلى الحرب الأوكرانية المستمرة، والأزمات الطاقية والغذائية والمناخية المتصاعدة والتي فاقمتها تبعات جائحة كوفيد-19 والتدهور البيئي.

إن إفريقيا التي تشغل مساحة تفوق 30 مليون كيلومتر مربع، تمثل ثاني أكبر قارة تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي يتوسط بقية قارات العالم، بساكنة فتية وشابة تتجاوز مليار و400 مليون نسمة. وتمنحها البحار والمحيطات التي تحدها (المحيط الهندي، البحر الأحمر، البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلنتي) ميزة جيوسياسية وجيواقتصادية تمكنها من الإشراف على أهم المضائق والممرات البحرية للتجارة الدولية (مضيق جبل طارق، قناة السويس، مضيق باب المندب – رأس الرجاء الصالح).

لكن هذه القارة الواعدة، تعيش على وقع تحولات كبرى ومصيرية تستدعي تعميق البحوث والدراسات، كونها تمس مختلف الأبعاد الجغرافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية والبيئية والثقافية. وتواجه إشكالات عميقة وبنيوية، تفاقمها التغيرات المناخية التي تدفع في تجاه تمدد وزحف الصحراء الكبرى وحدة الجفاف وأزمة الغذاء. كما تعاني بعض بلدانها من ضعف قاعدتها الاقتصادية وعدم الاستقرار بفعل تعدد استراتيجيات وتوجهات ورهانات الفاعلين الدوليين والإقليميين، ويجعلها في نفس الوقت عرضة لمخاطر الإرهاب والمجموعات المسلحة الانفصالية والإرهابية والتهريب العابر للحدود والهجرة غير النظامية.

وبالانتقال للسياق الوطني، فالمغرب كدولة عريقة ومتجذرة في التاريخ، استطاع خلال العقود الأخيرة التحول إلى قوة إقليمية فاعلة ومؤثرة إفريقيا وأورومتوسطيا سياسيا واقتصاديا وحضاريا وملهمة للنخب والقيادات الإفريقية الجديدة، والمطالبة اليوم باستغلال مخاض ميلاد النظام الدولي الجديد، وتحويله إلى فرصة للتنمية المشتركة، وتعزيز التكتلات الإفريقية والتعاون الاقتصادي جنوب – جنوب وفق معادلة رابح – رابح، والانخراط في المشاريع الاستراتيجية والهيكلية الجادة الهادفة إلى تحقيق الاستقرار والازدهار لفائدة شعوب الدول التي تشملها، من أجل إنجاح القطيعة التامة مع تبعات الاستعمار بكل إرثه وأشكاله، وتحقيق السيادة التامة للدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.إن المغرب الذي يعيش انتقالا طاقيا وصناعيا وديموغرافيا واجتماعيا، سيستفيد من تكوين أجيال جديدة من الباحثين القادرين على الإنخراط والإسهام البناء في مختلف البرامج والمخططات والاستراتيجيات الوطنية الهادفة لتعزيز سيادته واستقلاليته، واستثمار الأبعاد الإستراتيجية التي يتيحها موقعه الجغرافي، كبوابة إفريقية على الأسواق الدولية وأيضا كبوابة دولية على الأسواق الإفريقية، وتطوير الاقتصاد الأزرق نظرا لتوفره على واجهتين بحريتين بسواحل تتجاوز 3500 كلم، ويشرف على مضيق بحري هام للتجارة الدولية عند تقاطع البحر الأبيض المتوسط شمالا والمحيط الأطلنتي غربا.

هذا الجيل الجديد من الباحثين الذين يهدف الماستر لتكوينهم، مطالبون أيضا بتوسيع وتجديد مواضيع بحوثهم لتساير المبادرات والمشاريع الاستراتيجية للمملكة المغربية على مستوى القارة الإفريقية وتدعيم قوته الناعمة ونشر قيم تمغربيت للتعايش الحضاري والبناء المشترك وتشبيك العلاقات مع النخب الإفريقية والتفاعل معها والاستفادة منها أيضا، بما يخدم الوحدة الترابية الوطنية والمصالح العليا للبلاد وقضاياها العادلة والاستحقاقات الكبرى المقبلة، علما بأن المقاربة المثلى هي مقاربة التعاون والسلم والأمن والاستقرار والازدهار المشترك والعمل الإقليمي المشترك، بما يمكن من تحليل وفهم وحل مرن وذكي لبعض الإشكاليات العالقة (سبتة ومليلية والجزر، ترسيم وتحديد الحدود البحرية من المياه الإقليمية إلى استغلال ثروات المنطقة الاقتصادية والجرف القاري وغيرها).

ولا ينبغي، إغفال التحديات التي يفرضها السياق الإقليمي المتوتر الذي يعيش فيه المغرب والذي يغطي شمال إفريقيا، ومخاطر تفكك المغرب الكبير (حالة ليبيا)، وتحديدا بسبب مناورات خصوم وحدته الترابية إقليميا وقاريا، والتحركات السلبية التي يخوضونها على مختلف الأصعدة، والاستثمارات الهائلة بهدف التشويش على المسار التنموي للمغرب، وتوجهاته الإفريقية، ومحاولة عرقلتها باستخدام وسائل عدائية وضاغطة ضد الدول الإفريقية الصديقة للمغرب، وجيرانه الأوروبيين وتوظيف ورقة الغاز وعائداته من العملة الصعبة في ظل أزمة الطاقة لدى بلدان أوروبا الغربية.

هذه القدرات، ستمكن الطلبة الخريجين أيضا، من الترافع حول المزايا المنشودة مثلا من المبادرة الملكية الأطلسية، الهادفة إلى تنسيق جهود البلدان الإفريقية المطلة على المحيط الأطلنتي في إطار مؤسساتي موحد تحقيقا للتنمية المشتركة ل 23 دولة إفريقية، ومشروع تمكين بلدان الساحل الحبيسة (تشاد، النيجر، بوركينافاسو ومالي مرورا عبر موريتانيا)، من منفذ بحري على الواجهة الأطلسية المغربية (ميناء الداخلة الأطلسي)، بالإضافة إلى إنجاح مشروع خط أنابيب الغاز الاستراتيجي الرابط بين 13 دولة إفريقية، قبل ربطه بأوروبا.

وبالتالي، فمشروع ماستر الجغرافيا الاقتصادية والسياسية لإفريقيا: الموارد، الفرص والمخاطر يأتي استجابة لحاجة متزايدة إلى فهم عميق وشامل للديناميات الجغرافية والجيوسياسية والجيواستراتيجية والاقتصادية والبيئية والسياسية والثقافية على الساحة الدولية والإفريقية كقارة ذات أهمية استراتيجية متزايدة تتقاطع وتتكامل وتتحقق معها المصالح والتوجهات المغربية.

2) الأهداف البيداغوجية والعلمية:

* تعميق المعارف، المناهج والمقاربات في التخصصات الأصلية ذات الصلة بمحاور الماستر، وتأهيل الطلبة لولوج سلك الدكتوراه والاندماج المهني.

* تكوين جيل جديد من الطلبة الباحثين لاكتساب وتوظيف مقاربات متنافذة، متقاطعة ومتعددة التخصصات للتحليل الأكاديمي المعمق للقضايا الجغرافية، الجغرافيا الاقتصادية، الجغرافيا السياسية، الجيوبوليتيك، الجيواستراتيجيا، التخطيط الاستراتيجي، إدارة المخاطر، مشاريع التنمية وتدبير الأزمات.

* تمكين الطلبة من مناهج ومقاربات وأدوات التحليل المجالي خارج المقاييس الاعتيادية المحدودة ("الميكرو": المجال المحلي والجهوي)، إلى مقاييس أوسع تمتد من المجال الوطني، إلى المجال الإقليمي (الجغرافيا الإقليمية) والمجال القاري والدولي (الجغرافيا الإستراتيجية).

* تحفيز الطلبة على إجراء أبحاث علمية تطبيقية تستهدف حل القضايا الراهنة في القارة الإفريقية، مع التركيز على التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية.

* تمكين الطلبة من تحليل الديناميات الحالية بإفريقيا والمقاربات الاستشرافية والتوقعية (الإسقاطات، السيناريوهات والمستقبليات).

* تمكين الطلبة من آليات فهم وتحليل وإدارة المخاطر والأزمات، من خلال تقديم ورشات عمل ودورات تدريبية في التخطيط الإستراتيجي والاستشراف المستقبلي، مما يساعد الطلبة على التنبؤ بالأزمات وإدارة المخاطر، وتحليل الأزمات الاقتصادية والسياسية والمخاطر البيئية والوبائية.

* تعميق البحث بإشكاليات التنمية بالقارة الإفريقية، ودراسة التجارب الوطنية، الإفريقية والدولية ذات الصلة بفرص ومقاربات التنمية (النماذج الرائدة)، وبالمخاطر (الأزمات المالية والاقتصادية، الأزمات البيئية -الجفاف، التصحر، تدهور الموارد، والتغيرات المناخية والفيضانات والكوارث الطبيعية)، والوبائية (جائحة وباء كوفيد 19، إنفلونزا الطيور والخنازير، جنوب البقر، الحشرة القرميز، آفة الجراد....)

* تمكين الطلبة من توظيف المعرفة الجغرافية في خدمة الأهداف الاستراتيجية للمغرب على المستوى الإقليمي والإفريقي والدولي، ومواكبة المشاريع الاستراتيجية للمملكة المغربية داخل القارة الإفريقية (المبادرة الملكية الأطلسية، ربط بلدان الساحل بالمنافذ البحرية والبرية المغربية، خط أنابيب الغاز المغرب – نيجيريا، الإطار المؤسسي للبلدان الإفريقية المطلة على الأطلنتي، ...).

* استيعاب الأبعاد الجيوسياسية، الجيواقتصادية والجيواستراتيجية للمغرب كبوابة أورومتوسطية وإفريقية وأطلنتية، وكفاعل إقليمي ودولي بمقومات جغرافية وتاريخية ومؤسساتية ورمزية وثقافية، وبأدوار استراتيجية للتنمية الإفريقية المشتركة.

* فهم وتوظيف آليات الإسهام في تطوير استراتيجيات القوة المغربية الناعمة، (أدوار الإعلام السمعي البصري والرقمي، ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الموازي -المؤثرين-) الديبلوماسية الموازية، تشبيك العلاقات الأكاديمية مع النخب الإفريقية، الديبلوماسية الرياضية، الديبلوماسية الثقافية والفنية، ...

* التمكن من توظيف التحليل الخرائطي والكارتغرافي بمقاييس مختلفة؛ التمكن من قراءة وتحليل وتوظيف خرائط التوطين التوزيع المجالي للسكان والبلدان والعواصم السياسية والاقتصادية والموارد الطاقية والمعدنية والطبيعية الإستراتيجية، وتملك المقاربة الكارطوغرافية والتمثيل البياني في تناول القضايا والإشكاليات السياسية، الجيواقتصادية والجيواستراتيجية.

* تمكين الطلبة من توظيف عدد من برامج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ونظم المعلومات الجغرافية وتصور وتحليل الخرائط الموضوعاتية والتركيبية، والتفتح على اللغات والحضارات والثقافات.

* تمكين الطلبة من الاستفادة من خبرات أساتذة وأكاديميين ومن المحيط المهني والمدني (توسيع التعاون مع الجامعات الإفريقية والدولية ومراكز الأبحاث والمنظمات الإقليمية والدولية).

* تخصيص مقاعد للطلبة الأفارقة لمتابعة الدراسة بماستر "الجغرافيا الاقتصادية والسياسية لإفريقيا" وفق القوانين والمساطر المعمول بها.

* تدويل الماستر في المرحلة المقبلة بعد تشبيك العلاقات مع الجامعات الإفريقية ومراكز الأبحاث والدراسات والمنظمات القارية ذات الاهتمامات الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية المشتركة.

3) الأهداف المهنية:

* تزويد الطلبة بقدرات عالية على الاندماج المرن ضمن محيطهم الاقتصادي والاجتماعي الدولي والإفريقي والوطني، والانخراط ضمن فرق عمل المشاريع الاستراتيجية، تماشيا مع الحضور المغربي القوي ومتعدد الأبعاد بمحيطه الإقليمي والقاري.

* إعداد الطلبة للعمل مع المنظمات الدولية والإقليمية (الأمم المتحدة، الإتحاد الإفريقي، البنك الدولي، المجموعات الاقتصادية الإقليمية)، المنظمات غير الحكومية، الشركات الوطنية والدولية العاملة بإفريقيا، برامج الشراكة والتعاون الدولي، المعاهد والمراكز الدولية والوطنية للدراسات والأبحاث والخبرة الاستراتيجية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية، المؤسسات والمقاولات الإعلامية البصرية والسمعية والمكتوبة، المشاركة في مباريات المصالح الحكومية ذات الصلة.

* تمكين الطلبة من إجراء تداريب، تكوينات ومهمات علمية وخرجات ميدانية داخل المغرب وعدد من البلدان الإفريقية (في حال توفر الظروف اللوجستية الضرورية)، تمهد لهم ولوج سوق الشغل والتعرف على شروط ولوجه وتنافسيته (خريطة الفرص المهنية).


(2025)© منتدى الجغرافيا الإقتصادية والسياسية لإفريقيا. جميع الحقوق محفوظة.